المرأة فى العصر الفرعونى

يحتفل المصريون من كل عام  21مارس ، بـ "عيد الام". وما لا يعلمه كثيرون أن قدماء المصريين عرفوا للمرأة قدرها وكرموها أيما تكريم فى احتفالات تشبه تلك التى تقام فى عيد الام هذه الايام.
وإذا كان العالم المعاصر اعتبر عام 1975 عاما دوليا لتكريم المراة فان الحضارة المصرية القديمةنسجت خيوط هذا التكريم منذ الاف السنين. فقد احتلت المرأة مكانة متميزة لدى المصرى القديم وتمتعت بحقوق اجتماعية واقتصادية وقانونية وسياسية مساوية للرجل الذى كرمها وأقام لها احتفالا تشبيهة باحتفالات عيد الام التى تقام اليوم.
ويذكرالتاريخ للفراعنة أنهم توجوا المرأة المصرية كملكة فقد كانت الملكة الام الوصية على العرش تقوم بدوربالغ الاهمية بجانب ابنها ومن أشهر الملكات اللاتى حظين بمكانة متميزة الملكة "حتبحرس"
وكانت تتمتع بمكانة جليلة ومعروف انسنفرو مؤسس الاسرة الرابعة
وقدم أحمس محررمصر من الهكسوس نفسهذا التبجيل والاحترام لجدته الملكة " تيتى شيرى 
التى تولت الوصاية على أحمس حفيدها وحلت مكانه بالعاصمة عند ذهابه للقتال وبمشاركة كل من امه راع حتب .
وأقام أحمس لوحة كبيرة بمعبد الكرنك تبين قدرة هذه الجدة والملكة المثالية من أجل تحقيقاستمرارية الاسرة بفضل نشاطها وإنجازاتها فى مختلف المجالات لدرجة أنها تمكنت من التوحيد بين جيوش مصر.
وكانت احمس نفرتارى " أول امرأة تنال وساما عسكريا حيث أرفق أحمس مع موميائها المبجلة التذكارات المرتبطة بشجاعتها الاسطورية.



المرأة أول وزيرة عدل فى التاريخ

============================
تبوءت المرأة العديد من المراكز القيادية بالعصر الفرعوني, إلي أن وصلت لحكم البلاد, غير أن منصب أول وزيرة عدل كان من نصيب ملكة فرعونية, فقد أعطي العصر الفرعوني للمرأة هذا الحق, حيث أثبتت البرديات القديمة أن هناك أسماء سيدات كن يعملن في القضاء ووزيرة للعدل, في حين أن هذا الأمر لازال يثير الخلاف في عصرنا هذا.
 
أكد أثريون أن برديات يرجع تاريخها إلى 7 آلاف عام تشير إلى أن أول وزيرة عدل بل و أول قاضية في التاريخ, كانت "نبت" حماة الملك "تيتى" أشهر ملوك مصر الفرعونية.

الإله ماعت

=====================

وتعني "نبت" باللغةالهيروغليفية "الربة", وقد جاءت تحقيقاً لأسطورة فرعونية شاعت هي أسطورة الآلهة "ماعت" وهى تعني "ربة العدالة الأسطورية" ومن ضمن ألقابها العدالة والنظام والتوازن الكوني، مما يشير إلى أن المصري القديم أكد أن وجود المرأة يرادف توازن الكون وسيادة الأمن والسلام.

وأن "نبت" كانت ترأس المحكمة وقراراتها كانت نافذة وتصدر وفق البنود "قانون العدالة" المعمول به فى مصرالفرعونية والذى وضعه كبار حكماء ومستشاري ملوك مصر الفرعونية للفصل به بين النزاعات والمعاملات التجارية ومنها قضايا التركة والميراث والعقارات والبيع والشراء التي تشبه المعاملات التجارية اليومية للعصر الذى نعيشه الآن فى القرن الحادى والعشرين.

القضاء الفرعونى بالمجان

======
أن اللجوء إلى القضاء فى مصر الفرعونية كان "بالمجان" حيث كان المتضررون يقومون برفع الدعاوى القضائية وتقديم الأوراق المتعلقة بها بدون مصاريف وكانت الدولة تتحملها بهدف رعاية حقوق المواطنين مما يعكس مدى الديمقراطية السائدة فكانت السبب الرئيسى وراء وجود حضارة عريقة.

مشيراً إلي أن المفارقة فى تاريخ "نبت", أنها كانت أول وزيرة عدل فى التاريخ, كما أن زوج إبنتها الملك "تيتى" مات مغتالاً على يد حراسه وتعد حادثة فريدة ولم تتكرر فى تاريخ مصر الفرعونية كله.

والملك "تيتى" هو أشهر ملوك مصر الفرعونية وله هرم فى "سقارة" مدون على جدرانه "متون الأهرام" أقدم نصوص دينية فى التاريخ

وهى تدورحول فكرتى "الحياة فى العالم الآخر" و "خلق الكون"، وهكذا تشير الأدلة التاريخية إلى ارتباط الدين بالحضارة وتعزيز وضع ومكانة المرأة التى تقلدت أعلى المناصب.


نساء جلسن على عرش مصر
=================

فى مصر القديمة، كان تولى الأمرأة مقاليد أمور الحكم وضع لا تقره التقاليد ولم يألفه المصريين القدماء .. ومع ذلك فإن التاريخ قدم لنا ملكات على مدى عصور متعاقبة .. فقد كان عندما يتولى ملك ضعيف حكم البلد ، يقوم صراع بين قواده العسكريين أو بين افراد من أمراء الاسرة المالكه.. تحسمه أميرة ذات بأس .. أما عن طريق شخصيتها أو عن طريق زواجها واتحادها مع زوج يهيىء لها الطريق للامساك بزمام الأمور فتتوج ملكة على البلاد أو تتوج زوجها ملكا تحكم منخلاله..


والقارئ للتاريخ المصرى منذ بدايته تطالعه ملكة هى " مريت نيت " من الأسرة الأولى التى حكمت فى عام 3050 ق.م. وقد عثر على لوحة فى مقابر العرابةا لمدفونة منقوش عليها اسمها بلقلب الملكة ..

وإن كان البعض يرون انها كانت زوجة زوجة الملك " دن" من الأسرة الأولى ومنهم الاثرى احمد فخرى ودريوتون إلا أن آخرين ومنهمآرثر ويجال وولتر أمرى يرون انها كانت ملكة جلست على عرش مصر وحكمت البلاد أيام الاسرة الأولى.

أما الملكة التى ذكرها التاريخ والتى وصلت الى العرش فى اعقاب سلطان ملك ضعيف فقد كانت زوجةالملك " دن"


التى يرى بعض المؤرخين انها شقيقه الملك " شبسكاف"


الذى حاول الثورة على كهنة رع فعجلت ثورته بنهايته وتولت الحكم بعده ويستدل على حكمها للبلاد من الألقاب التى كانت تحملها والتى تركتها على آثارها ومنها " خنتكاوس ملكة مصر


العليا والسفلى أم ملك مصر العليا والسفلى كان ذلك فى العام 2560ق.م.
هذه الملكة كانت من الاسرة الرابعة التى كان منها الملوك العظام خوفو وخفرع ومنقرع بناة اهرام الجيزة ...

رجح بعض المؤرخين أن هذه الملكة هى ابنه الملك منقرعو إن كانت لم تذكر ذلك على آثارها ..

كما رأى بعض المؤرخين انها تزوجت الملك " شبسكاف " آخر ملوك الاسرة الرابعة ولكن الكثير من المؤرخين يرجحون أنها تزوجت أوسركاف أول ملوك الاسرة الخامسة

وولدت له ساحورع

ونفركارع


ولذلك حملت لقب ام ملك مصر العليا والسفلى.

ويروى ان هذه الملكة كانت اصل الاساطيرالتى كان يرويها المصريون فى أواخر ايام حضارتهم فقد ذكر هيرودوت حسبما سمع من كهنه مصر الذين زودوه بأخبار الملوك بأن الهرم الثالث بنته امرأة اسمها "رادوبيس "
ولكن هيرودوت ايضا عاد وقرر انه كان متأكدا من ان بانى الهرم الثالث كان الملك منقرع وأن رادوبيس لم تكن إلا غانيه غير مصريه ممن اشتهرن بجمالهن فى القرن السادس قبل الميلاد أيام هيرودوت أو قبله بقليل.
وإن هذه المرأة كان لها مغامرات غراميه حكاها الكثير من اليونانيين .. ولعل اقتران اسم رادوبيس باسم خنت كاوس أن كلمة رادوبيس تعنى " وردية الخدين" وأن خنت كاوس كانت كنساء اسرتها بيضاء البشرة جميلة المحيا فشبهت بهذه الغانية رادوبيس ولعلنا نلحظ جمال الوجه وبياض البشرة فى تم الاميرة نفرت من الاسرة الرابعة وهو أحد روائع المتحف المصرى بالقاهرة.

كما يرى بعض المؤرخين أن خنت كاوس حكمت مصر من خلال ابنها الملك الصغير الذى كانت وصية عليه.
مثلما انتهى حكم الاسرة الرابعة بأمرأة هى " خنت كاوس" كذلك انتهى حكم الاسرة السادسة بامراء هى الملكة " نيتوكريس"

أو " نيت إفرت" وكان ذلك فى العام 2278 ق.م .. وقصة هذه الملكة انها كانت من أميرات الاسرة السادسة التى حكمها من الملوك " بيبى الأول "

الذى اغتاله حراسه والملك " بيبى الثانى" الذى تولى حكم البلاد طفلا صغيرا فى السادسة من عمره

ويروى أن هذا الملك حكم البلاد 94 عاما ممايقطع بأنه فى أخريات أيام حكمه كان طاعنا فى السن لا يقدر على الامساك بزمام الأمور على الوجه الأكمل فعمت البلاد فوضى واستشرى الفساد وجاء بعد هذا الملك ابناء منالملوك الضعاف لم يدم حكم أيهم اكثر من عام وفى النهاية آل الحكم إلى نيتوكريس

التى يذكر المؤرخون انها كانت الابنه الكبرى للملك بيبى الأول ويرى آخرون انها كانت أخت آخر ملوك هذه الاسرة الذى مات مقتولا ..

يذكر هيرودوت ان رجال الدولة الذين اغتالوا شقيق هذه الملكة أجلسوها على عرش مصر على غير رغبتها فقد كان قد ساءها اغتيال اخيها ولكنها قبلت الحكم على أمل أن تنتقم ممن ارتكبوا هذه الجريمة فى حق شقيقها ..

ولذلك .. فقد أنشأت قصرا عظيما باسفله بعض الحجرات المتصله بسراديب مغلقه تنتهى بنهرالنيل ثم دعت رجال بلاطها الذين كانوا قد دبروا مؤامرة اغتيال شقيقها ... دعتهم إلى مأدبة بالقصر احتفالا بالانتهاء من بنائه ... ولما اكتمل شمل هؤلاء أغلقت ابواب القصر وفتحت مياه النيل على حجراته فاغرقت المتآمرين جميعهم بحيث لم ينج أحد..

وصف هيرودوت هذه الملكة بأنها انبل واعظم حكام عصرها ... كما وصفها المؤرخ المصرى ماينتون بانها كانت أجمل امرأة فى زمانها.
برغم ما انجز ملوك الدولة الوسطى وما قدموا للبلد من مشاريع فى الزراعة والرى والبناء .. ولعل ما يشهد بعظمتهم قصر اللابرنت الذى قال عنه هيرودوت انه يتكون من طابقين يشتملان على ثلاثة آلاف غرفه وانه يفوق كل مبانى اليونان مجتمعه..

برغم كل هذه الانجازات فإن آخرمن حكموا من ملوك فى هذه الدوله كانوا من الضعف بحيث ان آخرهم أمنمحات الرابع

حكم تبعده الملكة " سوبك نفرو "

لمدة ثلاثة اعوام واربعة اشهر وعشرين يوما ... يرى المؤرخون ان هذه الملكة كانت ابنة الملك العظيم امنمحات الثالث

وقد وجد لهذه الملكة هرم صغير كما ورد اسمها مدونا على لوحه سقارة للملوك باسم العرش

دخلت البلاد بعد ذلك فى عصر مظلم أعقبه غزو الهكسوس الذى استمر اكثر منقرن ونصف حتى استردت مصر هيبتها وطردت الغزاه وحكم البلاد ابناء مصر وبدأت الدولهالحديثه بالملك أحمس وأعقبه ملوك عظام ..
 
حتى عهد تحتمس الثانى الملك الضعيف زوج حتشبسوت

ابنه تحتمس الأول

والتى حكمت مصر على مدى عشرين عاما .. برغم انها كانت ملكة إلا انها حملت اسم ملك مصر وتزيت بزى الرجال ووضعت اللحية التقليدية وقهرت رجال عصرها بحيث أن تحتمس الثالث ابن زوجها من زوجة ثانوية وزوج ابنتها كان يلزم الظل ولا يملك أمام هذه الملكة القوية إلا الصمت والطاعة ..

ارسلت حتشبسوت حملات بحرية إلى بلاد بونت

وأقامت المسلات العاليه

وبنت معبدها المدرج فى حضن جبل القرنهو الذى سمى بالدير البحرى

لأن طائفة من رهبان المسيحيه الأولى سكنوه وأقاموا فيه شعائرهم...
كانت حتشبسوت بحق ملكه على مصر

فى اواخر الاسرة التاسعه عشر حكم مصر الملك منفتاح الذى يذكره البعض بأنه فرعون الخروج ..

فى نهاية حكم هذا الملك وبعده بدأ عهد من الفوضى يعم البلاد .. وكان كل واحد من الأمراء يحاول الوصول إلى عرش مصر ولكن خلال هذه الفترة ظهرت الملكة تاوسرت ولم يصل جمهور المؤرخين الى تحديد كيفية جلوسها على عرش البلاد وهل اغتصبته من ملك ضعيف .. أم أنها كانت سليلة أحد الملوك فنصبت ملكة شرعية على البلاد ..

غاية الأمر أنها كانت ختام هذه الاسرة وانها حكمت مصر مدة بلغت ثمانية أعوام فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد واستدل المؤرخون على مدة حكمها بقطعة من الأوستراكا مكتوب عليها نص يبدأ بجملة تقول السنه الثامنه من حكم تاوسرت
لم يذكر التاريخ ملكات أخريات خلال العصر الفرعونى


حتشبسوت أعظم ملكة فرعونية
==================

أعظم ملكات مصر الفرعونية والتي تأتي كأعظم شاهد على دور المرآة المميز وقدرتها على الإدارة والحكم، هذا على الرغم من كثرة المعارضين لها والرافضين لوجود إمرأة على كرسي العرش، وعلى الرغم من هذا تمكنت حتشبسوت من إحكام قبضتها على الحكم لمدة عشرين عاماً، نعمت فيها البلاد بالكثير من الرخاء والازدهار، وعندما كثرت عليها الضغوط من الكهنة وقادة الجيش تنازلت عن العرش فقط من اجل مصلحة البلاد.
Thanks For Making This Possible! Kindly Bookmark and Share it.

Technorati Digg This Stumble Stumble Facebook Twitter
 

Post a Comment

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
Copyright © 2011. تاريخ مصر - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
Proudly powered by Blogger